أكد الكاتب عماد الأزرق الخبير في الشأن المصري الصيني، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن العلاقات بين مصر والصين تشهد تطورًا كبيرًا على مختلف المستويات، مشيرًا إلى أن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني الأخيرة إلى القاهرة تُعد تمهيدًا لزيارة مرتقبة ومهمة للرئيس الصيني شي جين بينغ التي من المتوقع أن تُعلن انطلاق مرحلة جديدة من التعاون العميق بين البلدين.
أوضح الأزرق في حواره ببرنامج ( صباح الخير يا مصر ) أن العلاقات المصرية الصينية تُعد من العلاقات القليلة التي تمتاز بالدفء والاستمرارية منذ تأسيسها عام 1956، مضيفًا أن هذه العلاقات شهدت نقلة نوعية مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس شي جين بينغ قيادة البلدين، حيث تم توقيع اتفاقية “الشراكة الاستراتيجية الشاملة” خلال زيارة الرئيس السيسي إلى الصين في ديسمبر 2014.
وأضاف أن البلدين احتفلا العام الماضي بمرور 10 سنوات على هذه الشراكة، وجرى الاتفاق على أن يكون العام الجاري هو “عام الشراكة الاستراتيجية الشاملة”، وهو ما تُوج بزيارة رئيس مجلس الدولة الصيني إلى القاهرة، مشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية تدخل مجالات جديدة تتعلق بتحديث وتوطين الصناعات الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة داخل مصر، وهو ما يُعد نقلة حيوية للاقتصاد المصري.
وأشار إلى أن الصين تنظر إلى مصر باعتبارها نقطة ارتكاز في العالم العربي والأفريقي، لما تمثله من أهمية لوجستية واقتصادية واستراتيجية، مؤكداً أن هذه الرؤية تنعكس في دعم بكين لمصر في المحافل الدولية، ومساندتها لمواقفها تجاه القضايا الإقليمية، خاصة الأزمة الفلسطينية، وحل الدولتين، وضرورة دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
وتحدث الأزرق عن مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقتها الصين، مؤكداً أن مصر تلعب دوراً محورياً فيها لكونها تقع على أهم محاور المبادرة، عبر قناة السويس. ولفت إلى أن المبادرة لا تقتصر على المجال التجاري فقط، بل تشمل مجالات الثقافة والتعليم والتكنولوجيا والفضاء.
وضرب مثالاً بالمنطقة الاقتصادية في العين السخنة، والتي تعد نموذجاً ناجحاً للتعاون بين البلدين، حيث تحتضن 185 مصنعًا صينيًا باستثمارات تبلغ 3 مليارات دولار، وتحقق مبيعات سنوية بقيمة 5.5 مليار دولار، وتوفر فرص عمل لحوالي 10 آلاف مصري، مع سداد ضرائب تُقدر بـ300 مليون دولار سنويًا.
وأوضح أن الصين تسعى حاليًا إلى إقامة مشروعات مماثلة في مناطق أخرى بمصر، مثل شرق التفريعة ببورسعيد، والوادى التكنولوجي بالإسماعيلية، ما يؤكد التوسع المستمر في حجم التعاون.
وفي الجانب العسكري أشار الأزرق إلى أن مصر تنتهج سياسة تنويع مصادر السلاح منذ تولي الرئيس السيسي الحكم، لتجنب الارتهان لأي دولة واحدة، وأكد أن الصين أصبحت شريكاً رئيسياً لمصر في مجال التسليح، لامتلاكها قاعدة صناعية عسكرية متطورة، تجاوزت في بعض المجالات التكنولوجيا الغربية.
وذكر أن مصر حصلت من الصين على أسلحة متقدمة، من بينها صواريخ “Meteor” التي رفضت بعض الدول الغربية تزويد مصر بها، إضافة إلى طائرات مقاتلة من طراز “جي 10” و”جي 35”، وهي مقاتلات شبحية تضاهي نظيراتها الغربية.
كما أشار إلى تدريبات عسكرية مشتركة حديثة استمرت لشهر كامل بين القوات المصرية والصينية، شملت التعاون في مجالات القوات الجوية والدفاع الجوي والقوات البرية، ما يعزز من قدرات الجيش المصري وتبادل الخبرات.
واختتم الأزرق حديثه بالتأكيد أن الصين لا تبحث عن تابع في علاقاتها الدولية، بل عن شريك قوي، وهو ما ينطبق على مصر التي تنظر إليها كشريك استراتيجي قادر على أن يكون قاطرة للتنمية والسلام في المنطقة العربية وأفريقيا، على غرار التجربة الصينية التي انطلقت من مناطق تنموية محورية.
برنامج (صباح الخير يا مصر) يذاع يومياً الساعة السابعة صباحاً على القناة الأولى المصرية