واصل «مهرجان الذيد للرطب» 2025، الحدث الزراعي والتجاري الأبرز الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الشارقة، في مركز «إكسبو الذيد» ويستمر حتى اليوم، فعاليات دورته التاسعة، بمشاركة فاعلة للأسر المنتجة، تزامناً مع عام المجتمع في الإمارات. حيث تعرض تشكيلة واسعة من منتجاتها المبتكرة المستلهمة من التراث. ويوفر، منصة حيوية لدعم الأنشطة التجارية للأسر المنتجة المشاركة في الحدث وتعزيز دورها في النسيج الاقتصادي والاجتماعي.
وشهدت المنصة إقبالاً لافتاً للاطلاع على المنتجات المعروضة، التي حولت مختلف أجزاء شجرة النخيل إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية وجمالية، من أبرزها المشغولات الحرفية كالمخاريف والسلال، والأطباق الشعبية الإماراتية كالهريس والمجبوس، والمنتجات المبتكرة كالعسل المحلي والبهارات الخاصة والقهوة العربية.
تمكين المجتمع
وأكد محمد العوضي، المدير العام لغرفة تجارة وصناعة الشارقة، أن تعزيز مشاركة الأسر المنتجة جزء من استراتيجية المهرجان. وهو يحرص في كل دورة على إشراك روّاد الأعمال والأسر المنتجة للإسهام في تمكين المجتمع المحلي، بتنمية المشاريع المنزلية. وهذا التوجه يكتسب أهمية خاصة في عام المجتمع، وسعي الفعاليات إلى بناء جسور التواصل والتعاون بين مختلف شرائح المجتمع الإماراتي، ومن ضمنها الأسر المنتجة التي تثري تجربة زوار المهرجان وتمثل نموذجاً حياً لربط الأجيال الجديدة بتراث الآباء والأجداد، وتحول هذا التراث الثقافي العريق إلى أنشطة اقتصادية مثمرة ومستدامة.
عام المجتمع
وأشار محمد مصبح الطنيجي، المنسق العام للمهرجان، إلى أن الحدث يسهم سنوياً على مدى ما يقرب من عقد في تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً. وللمشاريع المنزلية وابتكارات الأسر المنتجة دور بارز في الاستفادة من مزارع النخيل وتعزيز الإنتاج الزراعي، بإضافة قيمة جديدة تفيد المجتمع المحلي.
مشيراً إلى أن دور الأسر المنتجة يجمع بين الحفاظ على الثقافة الإماراتية الأصيلة وتحقيق عائد مادي مجزٍ للأسر، وفي الوقت ذاته يعزز التماسك المجتمعي والتعاون بين الأجيال، يجعل من دعم الأسر المنتجة عنصراً استراتيجياً محورياً لنجاح المهرجان في تحقيق أهدافه الشاملة.
من بين المشاركات خصبة سعيد محمد، التي أوضحت أنها تحرص في كل عام على المشاركة في المهرجان، لعرض منتجاتها من الحرف التقليدية. وتصنع «السرود» و«المهفات» اليدوية بالطريقة التي تعلمتها من والدتها؛ في دلالة على تواصل الأجيال وتناقل الحرف التراثية القائمة على سعف النخيل من جيل إلى جيل.
من المطبخ المحلي
أما محينة علي عبيد، فترى في المهرجان منصة مثالية لعرض إبداعاتها في المطبخ الإماراتي. وتقدم لزوار المهرجان أطباقاً شعبية كالهريس، وخلطات البهارات الخاصة التي تعدها بنفسها. وعبرت عن سعادتها عندما ترى الزوار يتذوقون الطعام الإماراتي ويعجبون به، وكذلك دور المهرجان في زيادة دخل الأسر المنتجة وتعريف المستهلكين بمنتجاتها.
وتشارك مريم اليماحي، بمجموعة منتجات في الصناعات اليدوية المرتبطة بالنخيل. وأوضحت أنها تركز على عرض منتجات مثل «المخاريف» و«السف» التي يقبل عليها الناس؛ لأنها جزء لا يتجزأ من الهوية الإماراتية، مع محاولة إضافة لمسات عصرية لتناسب كل بيت، بالاستفادة مما يوفره المهرجان للأسر المنتجة المشاركة من منصات تسويقية تساعد على الوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور.
إلهام الجيل الناشئ
وفي إطار تعزيز مشاركة جميع فئات المجتمع، شهد المهرجان مشاركة مميزة للمزارع الصغير الطفل زايد علي الظنحاني، وعمر ثماني سنوات. وهو نموذج ملهم للأجيال الناشئة في الزراعة. وحقق إنجازات لافتة رغم صغر سنه، حيث حصل على المركز الأول في «جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي»، والمركز الثاني في مسابقة «نحل العسل»، وجائزة «سلة الفواكه» 3 مرات متتالية.
ويشارك المزارع الصغير في المهرجان بمنتجات متنوعة من مزرعته تشمل الموز والمانجو والليمون، ما يجسد روح المبادرة والشغف بالزراعة لدى الأجيال الجديدة.
وتأتي مشاركته لتؤكد أهمية غرس قيم العمل الزراعي والاعتماد على الذات منذ الصغر، وهو ما ينسجم مع أهداف عام المجتمع 2025 .
ويواصل المهرجان استقبال زواره يومياً حتى الأحد، من 8 صباحاً وحتى 10 مساءً، مقدماً تجربة ممتعة لعشاق الرطب وغيرها من الثمار.