شهدت الدورة التاسعة من «مهرجان الذيد للرطب»، الحدث الزراعي والتجاري الأبرز الذي تنظمه «غرفة تجارة وصناعة الشارقة»، في مركز «إكسبو الذيد» من 23 حتى 27 يوليو، الافتتاح الرسمي لفعاليات المهرجان الذي انطلق الأربعاء، بمشاركة كبار مزارعي النخيل ومنتجي الرطب من مختلف إمارات الدولة، و15 شركة زراعية، وحضور لافت لعدد من الجهات الحكومية والخاصة المعنية بالقطاع الزراعي والأسر المنتجة.
شهد الافتتاح الرسمي عبدالله سلطان العويس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ومحمد سعيد النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة، والدكتور محمد الحمادي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنوع الغذائي، وسالم المهيري، رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفة، ومحمد أحمد العوضي، المدير العام للغرفة، وسلطان الشامسي، مدير المركز الزراعي الوطني، ومحمد مصبح الطنيجي، المنسق العام للمهرجان، ورؤساء مجالس البلديات في المنطقة الوسطى والشرقية، وعدد من المديرين والمسؤولين وممثلي الجهات الحكومية المشاركة.
تشكيلة واسعة
وتجوّل الحضور في أروقة المهرجان، حيث تعرفوا إلى تشكيلة واسعة من أنواع الرطب والفواكه المعروضة، والتقوا عدداً من المزارعين والمشاركين الذين قدّموا شرحاً مفصلاً عن خصائص المنتجات الزراعية وأساليب العناية بالنخيل. كما تابع الحضور جانباً من المسابقات والفعاليات التراثية التي رافقت أول أيام الحدث وأبرزت أهمية الموروث الزراعي المحلي وأسهمت في إثراء التجربة الثقافية للحدث.
التكريم
وتضمن افتتاح المهرجان تكريم الجهات الحكومية المشاركة لجهودها، والفائزين في مسابقات اليوم الأول والثاني.
وتواصلت الفعاليات المسائية بمجموعة مسابقات تراثية وأنشطة ترفيهية، وندوة متخصصة عن أنواع النخيل وطرائق زراعتها، مع الإضاءة على البيئة الزراعية في الشارقة، وما تتميز به من أساليب زراعية، ولا سيما في الطرائق التقليدية والحديثة لزراعة النخيل.
تسع سنوات من التميز
وأكد عبدالله سلطان العويس، أن المهرجان نجح على مدى تسع سنوات في ترسيخ مكانته منارةً تراثيةً ومنصةً اقتصادية حيوية تدعم مئات المزارعين في إمارة الشارقة ودولة الإمارات، ما يعزز جهود غرفة الشارقة في الاهتمام بالقطاع الزراعي وتوفير بيئة تنافسية تحفز المزارعين على تعزيز جودة منتجاتهم باللقاء سنوياً على أرض المهرجان لعرض منتجاتهم والاستفادة من الخبرات لرفع معايير الإنتاج وتشجيع التميز، ما ينعكس إيجاباً على القطاع الزراعي في الإمارة والدولة.
وأشار إلى أن للمهرجان دوراً بارزاً في تحسين الإنتاج الزراعي برفع معايير المشاركة عاماً بعد عام، وسعي المزارعين إلى تقديم أفضل ما لديهم، ما يحقق دورة إيجابية من التحسن المستدام تفيد القطاع الزراعي والمستهلكين على السواء وتنعكس إيجابياً على إسهام القطاع الزراعي في تنويع الاقتصاد وتطوير منظومة متكاملة للتنمية الزراعية في الإمارة.
ركيزة بيئية واقتصادية
وأكّد محمد سعيد النعيمي، أن «تنظيم هذا المهرجان سنوياً، وما يشهده من مشاركة مجتمعية واسعة، وتفاعل لافت، يعكس وعياً متنامياً بأهمية الاستثمار في الزراعة المحلية، خصوصاً فيما يتعلق بزراعة النخيل، التي تشكل ركيزة بيئية واقتصادية وثقافية لدولة الإمارات. وتأتي هذه الجهود منسجمة مع توجّه وزارة التغير المناخي والبيئة، في دعم منظومة الإنتاج المحلي، وتحفيز الابتكار الزراعي، وتطوير سلاسل القيمة للمنتجات الوطنية، بما يسهم في تعزيز مرونة القطاع الزراعي في مواجهة التحديات المناخية، وتحقيق مستهدفات الدولة في مجالي التغير المناخي والأمن الغذائي».
مرجع للمهرجانات الزراعية
وقال محمد العوضي: إن المهرجان يفخر بأنه أصبح مرجعاً للمهرجانات الزراعية في المنطقة ووجهة للخبراء والمستثمرين المهتمين بزراعة النخيل وبقطاع الزراعة بشكل عام، بإسهامه المباشر في دفع مزارعي النخيل إلى تبنّي أفضل الممارسات الزراعية العالمية، وحضور الورش والندوات التخصصية التي تمكنهم من الاطّلاع على أحدث التقنيات وأساليب الزراعة الحديثة، للاستفادة من أحدث التقنيات الزراعية في تحسين وكمية الإنتاج، بما يسهم في تحقيق نقلة نوعية في زراعة النخيل والقطاع الزراعي بصورة عامة وزيادة إسهامه في تنويع اقتصاد إمارة الشارقة.
محرك اقتصادي
وأكد محمد مصبح الطنيجي، أن المهرجان نجح في استقطاب الشباب وجذب اهتمام الأجيال الجديدة لقطاع زراعة النخيل، ولا سيما عبر المسابقات والورش التفاعلية التي تعرّف الجيل الجديد بأهمية هذا القطاع وإمكانياته المستقبلية، إلى جانب الأثر السياحي للحدث ودوره في تدفق الزوار على مدينة الذيد، ما يجعله محركاً اقتصادياً مهمّاً للمنطقة.
منافسات وجوائز
ويشهد المهرجان تنظيم باقة من المسابقات المتنوعة التي خصصت لها جوائز قيّمة، وتشمل فئات مزاينة الرطب الرئيسية مثل الخنيزي، والخلاص، والشيشي، وفئتي النخبة المرموقتين، وهما «الذيد العامة» المفتوحة لجميع المشاركين، و«الذيد الخاصة» المخصصة لمزارعي الإمارات الشمالية، ويحرص خلالها المزارعون على تقديم أجود ما تنتجه مزارعهم.
ويمتد التنافس ليشمل مسابقات متخصصة مصممة لشرائح متنوعة من المجتمع، أبرزها: رطب المنازل الموجهة للنساء، ورطب الخرايف المخصصة للأطفال، ومسابقات الليمون المحلي والتين الأحمر.
وتخضع جميع المشاركات لشروط دقيقة تضمن الجودة والنزاهة، حيث يجب أن يكون الإنتاج محلياً لعام 2025 ومن مزارع المشاركين الخاصة، وخالياً من العيوب.
«بشارة القيظ»
ويأتي التنظيم الدقيق لمسابقات المهرجان ليعزز مبادرة «بشارة القيظ» وهي المسابقة التي أطلقتها الغرفة لأول مرة هذا العام خلال التحضيرات للمهرجان وللاحتفاء بالمزارعين السبّاقين في تقديم بواكير إنتاجهم، وتأكيد ثقافة التميز التي يرسخها المهرجان.
ويستقبل المهرجان زواره يومياً من الخميس وحتى الأحد، من 8 صباحاً وحتى 10 مساءً، مقدماً تجربة متكاملة تجمع بين المنافسات التراثية الأصيلة والأنشطة الاقتصادية والبرامج التوعوية.