الحصار ومقاطعة الرسول وأصدقائه: دروس وعبر مستفادة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


قال الدكتور أشرف الفيل إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية: لقد واجه المشركين دعوة النبى بأساليب مختلفة للقضاء على هذا الدين وأتباعه وقد باءت تلك الوسائل بالفشل فلجأوا إلى نظام المحاصرة والتجويع الذين لجأوا إليه فى صحيفتهم الآثمة وهذا الأسلوب يلجأ إليه الأعداء فى جميع الأزمنة الذين لا يستطيعون مواجهة الحجة والهدف منه القضاء على الدعوة الإسلامية أو أن ينزلوا المسلمين عند شروطهم الظالمة.

وذكر  في حديثه ببرنامج ( من كنوز المعرفة ) أن المسلمين كانوا يتحلون بالصبر والثبات على الحق كما ثبت النبى وأصحابه أمام هذه الصحيفة، فبعد سبع سنوات من بعثة النبى  تعاهد أئمة الكفر على مقاطعة بنى هاشم وبني عبد المطلب لأنهم آزروا النبى وكتبوا صحيفة  بذلك وعلقوها على الكعبة واتفقوا على ألا يجالسوهم ولا يبايعوهم ولا يتزاوجوا منهم  حتى يسلموا رسول الله ليقتلوه،  وكتبوا صحيفة بذلك وعلقوها  فى جوف الكعبة ليعطوها معنى  القداسة.

وأوضح أن هذه الصحيفة قد شملت  مناحى الحياة ولم تكن قاصرة على الجوانب الاقتصادية فقط بل شملت الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وقد أنشد أبو طالب قصيدته الشهيرة فى ذلك ولقد كان لتلك القصيدة مفعولها  فى حشد همم بنى هاشم  وبني عبد المطلب  ودخولهم جميعا فى حلف  الحماية والنصرة للنبى، مع العلم أن هذه النصرة كانت عصبية للقبيلة لا لنصرة الإسلام والدعوة،  ومع ذلك قبل النبى تلك الحماية ليبين لنا جواز الاستفادة من الأعراف والتقاليد فى الجاهلية من أجل خدمة الإسلام لتكون وسيلة  من وسائل النصرة لدين الله.

وتابع حديثه موضحا أن قريش قاطعت النبى  ومن معه  ومنعت عنهم الطعام والشراب واشتد الأمر عليهم وأكلوا أوراق الشجر وكل شئ رطب وكان صياح الصبيان يسمع من وراء الشعب،    ومر على الرسول الكريم ومن معه ثلاث سنوات حتى سخر  الله  من مشركي مكة أنفسهم من مشى فى نقض هذه الصحيفة الجائرة  على يد نفر من أهل قريش أمثال هشام بن عمرو بن الحارث وزهير بن أبي أمية والمطعم بن عدي وأبي البختري بن هشام وزمعة بن الأسود.

واتفقوا على ذلك ليلاً، فلما أصبحوا غدا زهير وعليه حلّة، فطاف بالبيت ثم أقبل على الناس، فقال: يا أهل مكة أنأكل الطعام ونَلْبَسُ الثياب وبنو هاشم والمطلب هَلْكى لا يبيعون ولا يبتاعون؟ والله لا أقعد حتى تُشَق هذه الصحيفة الظالمة القاطعة الظالمة.

وذكر أن الله كان قد أطلع رسوله أن الله قد أرسل على هذه الصحيفة الأرضة وهى حشرة تشبه النملة فأكلت ما فيها من جور وقطيعة إلا ذكر الله فأخبر بذلك عمه فخرج  إلى قريش أن ابن أخيه قال كذا وكذا فإن كان كاذبا خلينا بينكم وبينه وان كان صادقا رجعتم عن قطيعتنا ثم قاموا لشقها فوجدوا أن الأرضة أكلتها إلا “باسمك اللهم”.

برنامج (من كنوز المعرفة) يذاع عبر إذاعة القرآن الكريم يوميا إعداد الإذاعية أمل سعد.

 

لمتابعة البث المباشر لإذاعة القرآن الكريم..اضغط هنا

 

 



‫0 تعليق

اترك تعليقاً