الجوع يشتد في غزة.. والموت يعمّ كل مكان

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


تستمر معاناة سكان قطاع غزة بين ناري المجاعة والقصف الإسرائيلي. وأعلنت وزارة الصحة في القطاع تسجيل 10 حالات وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة، كما سجلت في المدة نفسها بين يومي الثلاثاء والأربعاء 113 قتيلاً و534 مصاباً، بينما تتوالى المواقف الدولية المنددة بالوضع المروع وسط مطالبات بفك الحصار وإنقاذ الناس، فيما تواصل إسرائيل تنصلها من الجريمة، وزعمت مجدداً أن «جيشها لا ينتهك القانون الدولي».

في اليوم ال656 من الحرب، وبينما ينتشر الموت في كل مكان تقريباً، دعت أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية، أمس الأربعاء، الحكومات إلى اتخاذ إجراءات مع انتشار الجوع في غزة، بما في ذلك المطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار ورفع جميع القيود المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية.

وحذرت المنظمات في بيان وقعته 111 منظمة، بما في ذلك «ميرسي كور»، والمجلس النرويجي للاجئين، ومنظمة «ريفوجيز إنترناشونال»، من انتشار المجاعة الجماعية في جميع أنحاء القطاع في الوقت الذي تتكدس فيه أطنان من المواد الغذائية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية وغيرها من المواد خارج غزة مع منع المنظمات الإنسانية من الدخول أو إيصال المساعدات.

وقالت المنظمات، في بيانها: «في الوقت الذي يجوّع فيه الحصار الذي تفرضه إسرائيل، سكان غزة، ينضم عمال الإغاثة الآن إلى طوابير الغذاء نفسها، ويخاطرون بالتعرض للقصف لمجرد إطعام عائلاتهم، ومع نفاد الإمدادات الآن بالكامل، ترى المنظمات الإنسانية زملاءها وشركاءها وهم يذبلون أمام أعينها».

وأضاف البيان «لقد تسببت القيود التي تفرضها إسرائيل والتأخير في ظل الحصار الشامل في إيجاد حالة من الفوضى والمجاعة والموت». ودعت المنظمات الحكومات إلى المطالبة برفع جميع القيود، وفتح جميع المعابر البرية، وضمان وصول المساعدات إلى كل أنحاء غزة، ورفض التوزيع الذي يتحكم به الجيش الإسرائيلي واستعادة «استجابة إنسانية مبدئية بقيادة الأمم المتحدة».

وجاء في البيان: «يجب أن تسعى الدول إلى اتخاذ تدابير ملموسة لإنهاء الحصار، مثل وقف نقل الأسلحة والذخيرة».

وشهدت غزة نفاد مخزونها من المواد الغذائية منذ أن قطعت إسرائيل جميع الإمدادات عن القطاع في مارس الماضي.

وقُتل أكثر من 800 شخص في الأسابيع الأخيرة أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء معظمهم في عمليات إطلاق نار جماعي نفذها جنود إسرائيليون بالقرب من مراكز توزيع للمساعدات.

وقتلت القوات الإسرائيلية ما يقرب من 60 ألف فلسطيني في الغارات الجوية والقصف وإطلاق النار منذ بدء هجومها على غزة في السابع من أكتوبر 2023.

وللمرة الأولى منذ بدء الحرب، يقول مسؤولون فلسطينيون: إن عشرات يموتون الآن أيضاً من الجوع.

حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس الأربعاء، من انتشار المجاعة في غزة، في وقت تدخل القطاع المحاصر والمدمّر شحنات غذاء «أقل بكثير مما هو مطلوب لبقاء السكان على قيد الحياة». وقال تيدروس للصحفيين: إنّ «جزءاً كبيراً من سكان غزة يتضوّرون جوعاً. لا أعرف ماذا يمكن تسمية الأمر غير مجاعة جماعية، وهي من صنع الإنسان».

واستمراراً لإنكار هذا الوضع المأساوي، زعم رئيس إسرائيل إسحق هرتزوغ، أثناء تفقد قوات الاحتلال في غزة للمرة الأولى منذ بدء الحرب، أن إسرائيل تعمل «وفقاً للقانون الدولي» في قطاع غزة، قائلاً: إن «حماس» وأفرادها هم من يعطلون المساعدات إلى المنكوبين.

أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الأربعاء، تسجيل 10 حالات وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة، لترتفع الحصيلة إلى 111 حالة وفاة. كما أحصت الوزارة مقتل 113 شخصاً وإصابة 534 آخرين في الفترة نفسها بين يومي الثلاثاء والأربعاء، لترتفع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 59219 قتيلاً و143045 إصابة بينهم 1060 ضحية وأكثر من 7207 إصابات من منتظري المساعدات.

وكانت إحدى الغارات الإسرائيلية قد استهدفت منزلاً في الجهة الشمالية الغربية من مدينة غزة مساء أمس الأول الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً، بينهم ستة أطفال وامرأتان، وفقاً لمستشفى الشفاء الذي استقبل الضحايا.

وفي منطقة تل الهوى شمال غزة، أسفر قصف استهدف شقة عن مقتل خمسة أشخاص، من بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، إحداهما كانت حاملاً، إضافة إلى إصابة ثمانية آخرين، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة.

أما في حي النصر، فقد لقي ثلاثة أطفال مصرعهم، وأصيبت والدتهم إثر قصف استهدف الخيمة، وقد نقلت عدسة الكاميرا مشاهد مأساوية لحظة أحضر الناس جثث الأطفال للأم التي كانت ترقد على سرير المستشفى، طالبين منها أن تودعهم للمرة الأخيرة. (وكالات)



‫0 تعليق

اترك تعليقاً