قال الكاتب الصحفي رفعت فيّاض إن مكافحة الفساد ليس واجب على الدولة فقط بل هو واجب مؤسسي و مجتمعي، فكل فرد في مكانه وفي مؤسسته يجب أن ينصِّب نفسه مِرشداً عن الفساد، مشيرا إلى أن الإعلام بكافة أشكاله يعتبر من أهم وأول الجهات التي يُحسب لها كشف الفساد والتأثير على الرأي العام وعلى الجهات الرقابية للتحرك ضد أي بؤرة فساد.
حذّر فياض من خلال حديثه ببرنامج (مباشر من مصر) من عدم تمكن الإعلامي من أدواته و أسلحته وأدلته المثبتة في كشفه عن أي قضية من قضايا الفساد، وذلك لأن الإعلام يحرك الرأي العام ويُثير الجهات الرقابية للتحرك السريع من إثبات وتقييد هذه البؤرة الفاسدة، فإذا لم يكن الإعلامي متيقناً من أدلته المِثبتة لقضية الفساد فإنه يوقع نفسه تحت طائلة القانون، لأنه يكون قد أضر بشخص أو جهة أو مؤسسة و هو غير واثق من أدلته الدامغة و أدواته.
وأوضح فياض أن الإعلامي عندما يُقحم نفسه في حرب من حروب الفساد فإنه يدخل في وضعية لا ثالث لهما، الأول إذا ما كان مستوثقاً من فساد الجهة أو الشخص الذي ارتكب جريمة الفساد فإنه يكون في هذه الحال فارساً و مُقاتلاً يحمل لواء الشرف لمهنته ولوطنه، ويُحسب له شرف الإسراع في تحريك الجهات الرقابية لاتخاذ اللازم نحو إيقاف هذا الفساد، والذي ربما في أوقات كثيرة متستراً و تكشفه أضواء الإعلام النزيه ، أو في حالٍ آخر يكون فيه الإعلامي متسرعاً وراكضاً نحو السبق الصحفي دونما الوثوق من أدلته ،و هنا يكون قد وضع نفسه تحت طائلة المُسائلة القانونية لأنه لربما يكون قد أساء لشخص أو جهة باتهامها بالفساد ، وهنا يُلحق بها ضرر تشويه السمعة والذي يستوجب الملاحقة القانونية ، أو أنها بالفعل جهة فاسدة ولكن ضعف الدلالية و الإثباتات لديه تعرضه هو للمحاسبة في الوقت الذي ينجو فيه الفاسد بجرائمه.
(مباشر من مصر ) يعرض يومياً على شاشة الفضائية المصرية في تمام السابعة مساءً.