قال الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية و الاستراتيجية إن الأوضاع في جنوب سوريا تشير لمخطط التقسيم الذي تتبناه دولة الاحتلال الصهيوني ، حيث إن سوريا دولة لها طبيعة ديموغرافية خاصة جداً، نظرًا للتنوع الطائفي الملحوظ فيها، فسوريا يتوزع فيها السكان ما بين المسيحي والمسلم السني والشيعي والعلوي والكردي والدروز الموحدين أيضًا، وبالرغم من هذا التنوع الطائفي إلّا أن النسيج السوري لم يشهد صراعاً بين هذه الطوائف إلّا بحلول عام ٢٠١١، عندما اشتعلت نيران الحرب الأهلية بين السنة والعلويين بدعم وتخطيط خارجي.
وأضاف إسماعيل خلال حواره لبرنامج (مباشر من مصر) أن إسرائيل تتعمد أن تقوم بتصدير مشهد البطل المنقذ للأقلية الدرزية المستضعفة التي استغاثت بهم ، وهو ما لا يُقارب الواقع بأي شكل، حيث إن الدروز سكنوا قديمًاهضبة الجولان في جنوب سوريا ، إلى أن تمكنت إسرائيل من احتلالها فنزحوا منها إلى السويداء لأنهم لم يقبلوا التعايش مع الصهاينة ، وما حدث من ادعاءات طلب الدروز الاستعانة بإسرائيل على الجولاني ،فهذا أمر مصطنع و مُدبّر بالتنسيق مع قلة درزية لا تمثل عامة الدروز.
و أكد اسماعيل أن أغلبية وعامة الدروز خرجوا في مسيرات معلنين تأييدهم لعدم التدخل الاسرائيلي في الشأن السوري الداخلي ، حيث إن الخلاف في أصله كان بين الدروز والنظام الحاكم ، رغم أن الجولاني كان قد اجتمع بهم مايو الماضي لتنسيق أوضاعهم و تحقيق متطلباتهم ، لكن إسرائيل تعمدت تحويل الصراع من شأن داخلي و صراع بين الدروز و الحكومة السورية، لصراع بين الحكومة السورية وإسرائيل لتوسيع نطاق الخلاف وجعله شأناً خارجياً ، لكن سرعان ما تمكنت الحكومة السورية من احتواء الموقف منعاً لأي تدخل إسرائيلي أو تقدم بقواتهم داخل سوريا ؛ وبالتالي فمخطط التقسيم في طريقه للفشل.
برنامج (مباشر من مصر ) يعرض في تمام السابعة مساءً على شاشة الفضائية المصرية
تقديم : إيمان العقاد