مع استمرار المحادثات المكثفة حول وقف إطلاق نار محتمل واتفاق بشأن الرهائن في غزة، حذّرت الأمم المتحدة من أن «الوضع المروع» في القطاع يتدهور باستمرار، في خضم اتساع العمليات العسكرية الإسرائيلية والأعمال العدائية وتزايد الخسائر البشرية «ساعة بساعة»، وشددت على ضرورة وضع حدٍ لهذا «الكابوس ذي الأبعاد التاريخية» فوراً، بينما سلمت حركة «حماس» الوسطاء ردّها على مقترح الهدنة في قطاع غزة، متضمناً تعديلات تشمل ضمانات بوقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل، وذلك في انتظار وصول المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف.
وخلال مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط مع التركيز على الأزمة الإنسانية في غزة، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ خالد خياري: إن العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في دير البلح، والتي أدت إلى مزيد من نزوح الفلسطينيين والضربات المباشرة على منزلي ضيافة تابعين للأمم المتحدة، «فاقمت الوضع المتردي وأعاقت العمليات الإنسانية».
وقال: «إن الوضع داخل القطاع، وخاصة بالنسبة إلى النساء والأطفال، أكثر خطورة من أي وقت مضى في هذه الأزمة». وناشد المسؤول الأممي الأطراف إنهاء الحرب، وإطلاق سراح جميع الرهائن، والسماح للسكان الفلسطينيين في غزة بالحصول على المساعدة الإنسانية التي هم في أمس الحاجة إليها. كما حث جميع الدول الأعضاء، بما في ذلك أعضاء المجلس، «على اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لتحقيق هذه الغاية».
في الأثناء، أكد مصدران فلسطينيان مطلعان على سير المفاوضات، أمس الأربعاء، أن حركة «حماس» سلّمت الوسطاء ردّها على مقترح الهدنة في قطاع غزة، وقد تضمّن تعديلات تشمل ضمانات لوقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل.
وقال أحد المصدرين لوكالة الصحافة الفرنسية: إن ردّ «حماس» عالج بشكل رئيسي ملف دخول المساعدات إلى قطاع غزة وخرائط الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وضمانات الوصول إلى وقف الحرب بشكل دائم.
وأكّد مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات أن ردّ حماس «إيجابي»، مؤكداً مضمون كلام المصدر الأول. وأوضح أن ردّ حماس «يتضمّن أيضاً المطالبة بتعديلات على خرائط الانسحاب الإسرائيلي». وطالبت الحركة بأن «تنسحب القوات الإسرائيلية من التجمعات السكنية وطريق صلاح الدين (الواصل بين شمال وجنوب القطاع)، مع بقاء قوات عسكرية كحد أقصى بعمق 800 متر في كافة المناطق الحدودية الشرقية والشمالية الحدودية للقطاع».
وذكر أن «حماس طالبت (…) بزيادة عدد المفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات المؤبدة والعالية مقابل كل جندي إسرائيلي حي». ونوّه إلى أن المفاوضات «ستتواصل حتى الوصول إلى اتفاق نهائي».
في الأثناء، ترى إسرائيل في توجه المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى المنطقة مؤشراً على تقدم المفاوضات حول الهدنة في غزة.
ويتوقع أن يصل ويتكوف أولاً إلى العاصمة الإيطالية روما، وفي حال شعوره بأن الاتفاق ممكن، سيتوجه إلى العاصمة القطرية. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية: إن «ويتكوف سيلتقي في روما غداً مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر وممثل عن قطر». وتابعت: «إذا تم إحراز تقدم، فسيصل ويتكوف إلى الدوحة لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن».
(وكالات)