استنشاق جزيئات البلاستيك | صحيفة الخليج

استنشاق جزيئات البلاستيك | صحيفة الخليج


«بي بي سي»

كشفت قياسات حديثة أجراها باحثون في جامعة تولوز الفرنسية عن مستويات مثيرة للقلق من جزيئات البلاستيك الدقيقة العالقة في الهواء الداخلي، كالمنازل والسيارات.
وتشير هذه النتائج، إلى أن البشر يستنشقون كميات من جزيئات البلاستيك الدقيقة التي تخترق الرئتين أكبر بكثير مما كان متوقعاً سابقاً.
تُلقي الدراسة، الضوء على جانب مُقلق من تلوث البلاستيك الدقيق، والذي لم يُلاحظه الكثيرون حتى الآن. تُشكل البلاستيكات الدقيقة، وهي جزيئات بلاستيكية يقل حجمها عن 5 مم، مصدر قلق بيئي متزايد نظراً لثباتها في البيئة وآثارها الضارة المحتملة في النظم البيئية وصحة الإنسان. واستخدم الباحثون تقنيات متقدمة لقياس وجود الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في عينات الهواء الداخلي، وكشفوا عن تركيز كبير منها. ويُثير الحجم المجهري لهذه الجسيمات قلقاً بالغاً، إذ يمكنها اختراق الرئتين بسهولة عند الاستنشاق، مما يزيد من المخاطر الصحية المحتملة على الأفراد المعرضين لمستويات عالية من هذه الجسيمات المحمولة جواً.
في حين ركزت الدراسات السابقة بشكل رئيسي على تناول البلاستيك الدقيق عبر الطعام والماء، ويُسلط هذا البحث الضوء على مسار الاستنشاق المُهمَل كأحد أهم مسارات تعرض الإنسان لهذه الملوثات المنتشرة. وتستدعي آثار استنشاق البلاستيك الدقيق، وخاصةً تلك القادرة على الوصول إلى الرئتين، إجراء المزيد من البحث لفهم العواقب الصحية المحتملة بشكل كامل.
يمكن أن تنشأ الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في بيئات الهواء الداخلي من مصادر متنوعة، بما في ذلك المنتجات المنزلية، والمنسوجات الصناعية، والتلوث الخارجي الذي يتسرب إلى الأماكن الداخلية. ويؤكد انتشار الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في كل مكان الحاجة إلى استراتيجيات شاملة للحد من انبعاثها في البيئة وتقليل تعرض الإنسان لها.
ومع تزايد انتشار تلوث البلاستيك الدقيق عالمياً، أصبحت معالجة مشكلة البلاستيك الدقيق المحمول جواً أكثر إلحاحاً. وتُعد التدابير الفعالة للحد من تكون وانتشار البلاستيك الدقيق، إلى جانب تعزيز مراقبة جودة الهواء وتنظيمها، خطوات أساسية نحو حماية الصحة العامة وسلامة البيئة. وتُعد نتائج هذه الدراسة تذكيراً صارخاً بالطبيعة المتفشية لتلوث البلاستيك الدقيق وتأثيره المحتمل في صحة الإنسان. ومن خلال رفع مستوى الوعي بالمخاطر المرتبطة باستنشاق البلاستيك الدقيق الذي يخترق الرئتين.



تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *