قالت د. نادية هاشم أستاذة التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة القاهرة إن مصر تمتلك منظومة صحية منذ عصر القدماء المصريين؛ الأمر الذى ظهر بشكل واضح فى المعابد والمتاحف التى تحتوي على الأدوات الطبية الفرعونية، وفي العصر اليوناني تم إنشاء المستشفيات التابعة للمعابد، ثم العهد الروماني الذى أضاف على الطقوس اليونانية إنشاء المدارس الطبية وبعض المستشفيات الخاصة بالجيش فقط، كما واجهت المنظومة الصحية فى الدولة الإسلامية العديد من الأوبئة والجوائح واستطاعت التصدي لها والقضاء عليها.
وتحدثت هاشم فى برنامج (بنصبح عليك) عن مصطلح “البيمارستان” وهو لفظ فارسي معناه “مكان المرضى” أي المستشفى، وتم إنشاؤها فى مصر فى العصر الفاطمي؛ حيث تميز بتقديم خدماته من الكشف والعلاج مجانًا، كما وفر سجلات للحالات المرضية مما سهل على الطلاب تعلم الطب، واحتوى على جميع التخصصات الطبية ومنها الطب النفسي، ولذلك تم اختزال كلمة “البيمارستان” إلى “المورستان” أي مستشفى الأمراض العقلية، مشيرًة إلى نظام العزل الصحى “الكرنتينا” والذى تم التعامل به عند تعرض مصر لوباء الطاعون الأسود، والبدء في صناعة بعض الأدوية لعلاجه.
وأوضحت وجود أربع طرق لتعليم الطب فى العصر الإسلامى بمصر؛ الأولى عن طريق الممارسة على المرضى، والثانية الدخول إلى مدرسة خاصة للطب، وكذلك التتلمذ على يد اثنين من أكبر الأطباء، وأخيرًا الممارسة وليس العلم، وهو النوع الذى اشتهر به أطباء اليهود والقابلات، موضحًة دور المرأة القوى فى هذا الوقت حيث أخذت منصب رئيسة أطباء.
وأشارت إلى استعانة الأطباء الصينيين بأقرانهم المسلمين فى أوقات الطاعون الأسود لتعليمهم أسس النظافة والعزل وكيفية دفن الموتى، وتولى عدد منهم رئاسة المستشفيات الصينية، مؤكدًة حرص الكثير من العلماء الأوروبيين على الاطلاع ونقل الكتب الطبية والنظريات الخاصة بالعلماء والأطباء المسلمين إلى أوروبا، مع نسب لهذه النظريات لأنفسهم.
يُعرض برنامج (بنصبح عليك) الثامنة صباحا على شاشة القناة الثانية، تقديم د. سمر شعيشع، إخراج هشام فتحي.
لمتابعة البث المباشر للقناة الثانية .. اضغط هنا