غزة – أ ف ب
تبادلت حركة «حماس» وإسرائيل السبت، الاتهامات بتعطيل المفاوضات غير المباشرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، في وقت قتل أكثر من 20 فلسطينياً في ضربات إسرائيلية جديدة بحسب الدفاع المدني المحلي.
وقال مصدر فلسطيني: إن مفاوضات الدوحة التي بدأت الأحد «تواجه تعثراً، وصعوبات معقّدة نتيجة إصرار إسرائيل على خريطة للانسحاب قدمتها الجمعة، لإعادة انتشار، وإعادة تموضع للجيش الإسرائيلي وليس انسحاباً، وتتضمن إبقاء القوات العسكرية على أكثر من 40% من مساحة غزة وهو ما ترفضه حماس».
وحذّر المصدر من أن خريطة الانسحاب «تهدف إلى حشر مئات آلاف النازحين في جزء من منطقة غرب رفح تمهيداً لتنفيذ تهجير السكان إلى مصر أو بلدان أخرى، وهذا ما ترفضه حماس».
وشدّد على أن وفد حماس المفاوض «لن يقبل الخرائط الإسرائيلية المقدمة، لأنها تمثل منح الشرعية لإعادة احتلال نحو نصف مساحة القطاع، وجعل قطاع غزة مناطق معزولة بدون معابر ولا حرية التنقل، مثل معسكرات النازية».
لكن مسؤولاً سياسياً إسرائيلياً رد مساء متهماً الحركة برفض «تقديم تنازلات»، وبشن «حرب نفسية تهدف إلى تقويض المفاوضات».
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأيام الأخيرة على أهداف الحرب، وهي إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
– تقدم في بعض المسائل
وأشار المصدر الفلسطيني إلى أن الوسطاء القطريين والمصريين «طلبوا من الطرفين تأجيل التفاوض حول الانسحاب إلى حين وصول المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف للدوحة».
وشدّد مصدر فلسطيني ثان على أن «حماس طالبت بانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي تمت إعادة السيطرة الإسرائيلية عليها بعد 2 مارس/ آذار الماضي» أي بعد انهيار هدنة استمرت لشهرين، متهماً إسرائيل بـ«مواصلة سياسة المماطلة وتعطيل الاتفاق لمواصلة حرب الإبادة».
لكنه أشار إلى «تقدم» أحرز بشأن «مسألة المساعدات، وملف تبادل الأسرى» الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ورهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة.
ومن بين 251 رهينة احتجزوا في غزة، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.
وقبل عودته الجمعة من زيارة إلى الولايات المتحدة التقى خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صرح نتنياهو الخميس: «آمل أن يتسنّى لنا إنجاز الصفقة خلال بضعة أيام. سيكون هناك على الأرجح وقف لإطلاق النار لمدّة ستين يوماً نخرج خلاله الدفعة الأولى، وسنستفيد من مهلة الستين يوماً للتفاوض على إنهاء الأمر».
لكنه اشترط لذلك أن تتخلّى حماس عن سلاحها، وتتوقّف عن حكم القطاع أو إدارته.
– «250 هدفاً»
وفي غزة، أفاد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل، أنه من بين أكثر من 20 قتيلاً سقطوا السبت، قتل في دير البلح شاب وزوجته وطفلهما عند استهداف خيمتهم في مخيم المناصرة للنازحين في دير البلح بوسط القطاع.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه «ضرب نحو 250 هدفاً إرهابياً» خلال الساعات الـ48 الأخيرة في غزة.
وأشار إلى أن الأهداف شملت «مقاتلين ومباني مفخخة ومستودعات أسلحة، ومراكز لإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات ومواقع قناصة وأنفاقاً وبنى تحتية إرهابية أخرى».
وحذّرت سبع وكالات تابعة للأمم المتحدة في إعلان مشترك السبت من أن نقص الوقود في قطاع غزة بلغ «مستويات حرجة»، ما «يلقي عبئاً جديداً لا يمكن تحمله على سكان على حافة المجاعة».
وقتل في الحرب التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، 57882 فلسطينياً في قطاع غزة غالبيتهم نساء وأطفال.