أشاد الرئيس اللبناني جوزيف عون، بما أنجزته الحكومة الحالية برئاسة الدكتور نواف سلام خلال الأشهر الستة الماضية، معتبرا أن ما تحقق يفوق ما أُنجز في سنوات سابقة، مؤكدا أن الإصلاحات الجارية “حاجة لبنانية قبل أن تكون مطلبا خارجيا”.
جاء ذلك خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء التي عقدت في قصر بعبدا برئاسة عون، وبحضور رئيس الحكومة والوزراء.
واستعرض عون- في مستهل الجلسة- البيان الصادر عن سفراء الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، الذي جدد دعمهم للبنان، مشيرا إلى أن حجم الدعم الأوروبي بلغ حتى الآن أكثر من مليار دولار، من بينها أكثر من 600 مليون دولار للمناطق المتضررة، إلى جانب تمويل إضافي لتعزيز قدرات الجيش وإزالة الألغام وتطوير إدارة الحدود. كما أكد البيان أهمية دور قوات “اليونيفيل” في الجنوب وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، بما يشمل حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية.
وهنأ الرئيس اللبناني الحكومة على نيلها الثقة النيابية، مشيدا بكلمة رئيس الوزراء التي وصفها بـ”الشاملة والموضوعية”، منتقدا في الوقت نفسه أداء بعض وسائل الإعلام التي “تغطي فقط الجانب السلبي وتتجاهل الإنجازات”، على حد تعبيره.
وفي الشأن الاقتصادي، أشار عون إلى تحسن في القطاع الصناعي، داعيا إلى دعم الصناعيين في مواجهة الكلفة التشغيلية والتهريب، ومنحهم الأفضلية في المناقصات الحكومية. كما أشار إلى نسبة الحجوزات العالية في المؤسسات السياحية البحرية هذا الصيف.
وفي ما يخص القطاع العام، شدد على ضرورة تحسين أوضاع الموظفين، لافتا إلى معاناتهم من ضعف الرواتب، وتكاليف العلاج في المستشفيات، والتهميش في بعض الإدارات. وأكد عون أن تحسين أوضاعهم مرتبط بزيادة الإيرادات المتوقعة من الموسم السياحي، موضحا أن الحكومة تدرس إصلاحا شاملا لنظام الرواتب.
وتطرق الرئيس اللبناني إلى الغارات الإسرائيلية على دمشق، التي طالت مقار رسمية بينها القصر الجمهوري ووزارة الدفاع، وأدانها بشدة، مؤكدا أن استقرار لبنان مرتبط باستقرار سوريا. وكشف عن أن الغارات على السلسلة الشرقية أوقعت 15 ضحية، من بينهم 5 لبنانيين و7 سوريين.
وفي سياق آخر، أشار إلى الزيارة الأخيرة لوزير الداخلية الكويتي، مؤكدا دعم الكويت المستمر للبنان، لا سيما في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والمخدرات.
كما نوه بالدور الذي يقوم به القضاء والمديرية العامة لأمن الدولة في مكافحة الفساد، داعيا إلى الاستمرار في محاسبة المخالفين.
ومع اقتراب الذكرى السنوية لانفجار مرفأ بيروت، دعا الرئيس اللبناني الوزارات إلى اتخاذ ما يلزم لإحياء يوم الحداد الوطني الموافق 4 أغسطس.
أما بشأن الطعن المقدم ضد قرار مجلس الوزراء بإعطاء مساعدات للعسكريين ممولة من ضريبة على المحروقات، فدعا إلى إجراء مزيد من التشاور لإيجاد حل لا يمس بحقوق العسكريين.
وشدد على أهمية تسريع التعيينات في إدارة الجمارك لتحسين الإيرادات العامة، قبل أن يباشر مجلس الوزراء مناقشة جدول أعماله، حيث أقر عددا من البنود وأجل أخرى.
كما وافق المجلس على تعيين الهيئة المنظمة لزراعة نبتة القنب للاستخدام الطبي والصناعي، برئاسة داني جورج فاضل، وعضوية ماري تيريز مطر، العقيد أيمن مشموشي، دانا حيدر، مروان جوهر، القاضي جوزف تامر، ومحمد علي مروة.
وتم كذلك تعيين الهيئة العامة للطيران المدني برئاسة محمد عبد العزيز عزيز، وعضوية حاتم محمد ذبيان، ربيع أديب الخطيب، مارك جورج حداد، وأنجيلا جورج عواد.
وسبق الجلسة اجتماع ثنائي بين الرئيس عون ورئيس الحكومة نواف سلام، خصص لبحث جدول أعمال الجلسة وعدد من القضايا الأخرى.