إسرائيل تزيد من عمليات الإبادة الجماعية وتلوح بـ «خطة» في عمق غزة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


كثفت إسرائيل، أمس الأحد، قصفها على قطاع غزة، وواصل الجيش الإسرائيلي حرب «الإبادة» وارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين، مستهدفاً الأطفال عند نقطة توزيع لمياه الشرب، والجوعى عند نقاط توزيع المساعدات، علاوة على قصف المنازل فوق رؤوس أصحابها ومراكز الإيواء وخيام النازحين.
هدد الجيش الإسرائيلي باستكمال خطة «عربات جدعون» والقيام بمناورة في قلب غزة إذا فشلت المفاوضات الجارية في الدوحة، بينما تواصلت المواجهات الميدانية بين الفصائل الفلسطينية وقوات الجيش التي تواصل توغلها في مناطق القطاع، مع حدوث اشتباكات مباشرة وجهاً لوجه في مدينة خانيونس، في وقت جددت وكالة «الأونروا» تحذيرها من كارثة إنسانية وشيكة في غزة بسبب نقص الإمدادات.
وواصلت إسرائيل حربها على قطاع غزة لليوم ال646 على التوالي، وسط غارات جوية ومدفعية كثيفة طاولت مناطق متفرقة من القطاع، أوقعت نحو 100 قتيل وعشرات الجرحى، وأسفرت عن دمار واسع في الأحياء السكنية، في ظل تصاعد العمليات الميدانية وتفاقم الوضع الإنساني. وشهدت مدينة خانيونس اشتباكات مباشرة بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، تخللها تفجير مبانٍ مفخخة وعمليات إجلاء جوي لجرحى من الجنود، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. في الوقت نفسه، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على مخيم النصيرات وألقت قنابل مضيئة في سماء المنطقة. وذكرت مصادر فلسطينية أن مستشفى العودة استقبل 10 قتلى، بينهم 8 أطفال، و16 مصاباً بعد استهداف الجيش الإسرائيلي نقطة توزيع مياه في شمال غرب مخيم النصيرات.
وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 58026 قتيلاً و138520 مصاباً، أما منذ استئناف الحرب في 18 آذار/ مارس 2025، فقد بلغت الحصيلة 7450 قتيلاً و26479 مصاباً حتى أمس الأحد، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة. وفي ما يتعلق بضحايا انتظار المساعدات أو البحث عنها، ذكرت الوزارة أن المستشفيات استقبلت خلال الساعات الماضية 28 قتيلاً وأكثر من 180 مصاباً ضمن هذه الفئة، لترتفع حصيلة «ضحايا لقمة العيش» إلى 833 قتيلاً و5432 مصاباً منذ بدء العدوان.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «إسرائيل هيوم»، أمس الأحد، أن الجيش الإسرائيلي ينتظر قرار المستوى السياسي بشأن استمرار العمليات في غزة بعد أن أوشكت عملية «عربات جدعون» على الاكتمال. وقالت الصحيفة: «يخطط الجيش الإسرائيلي لاستكمال عملية عربات جدعون، ولا يزال بإمكان قواته التقدم لاحتلال بضعة أجزاء من القطاع، وفقاً للخطة الأصلية، سيقسم الجيش الإسرائيلي القطاع إلى عدة نقاط، ويطبق نموذج رفح على جميع المناطق التي يصل إليها في القطاع». وأضافت: «ينتظر الجيش الإسرائيلي قرار المستوى السياسي بشأن استمرار العمليات في قطاع غزة. لا يزال بإمكان الجيش المضي قدماً في احتلال ما بين 5 و7 في المئة إضافية من أراضي قطاع غزة، لكنه يطالب المستوى السياسي باتخاذ قرارات بشأن الاستمرار، حيث إن خطة عربات جدعون التي بدأها الجيش قبل أسابيع على وشك الاكتمال».
وحذّرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أنه من المتوقع أن يصادق المستوى السياسي على تنفيذ مناورة عسكرية نحو قلب مدينة غزة. ونقل موقع «والا» عن مصادر عسكرية، أن الجيش الإسرائيلي وضع خطة تشمل تحريك السكان نحو جنوب القطاع وتطويق مناطق المخيمات الوسطى، بما فيها دير البلح.
في غضون ذلك، ذكرت «الأونروا» أمس الأحد أن طواقمها تواصل تقديم الخدمات الإنسانية في قطاع غزة رغم التحديات الهائلة والنقص الحاد في الإمدادات الأساسية، خصوصاً في قطاع الرعاية الصحية. وأوضحت في بيان أن عياداتها داخل القطاع سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في حالات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والفئات الأكثر ضعفاً، منذ بدء الحصار الإسرائيلي المشدد على غزة في مارس الماضي. وأشارت إلى أن القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والأدوية، تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصحية والمعيشية لسكان القطاع، داعية المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لضمان وصول الإمدادات الحيوية وإنهاء المعاناة المتصاعدة. كما حذرت الوكالة من أن استمرار هذا الوضع ينذر بوقوع كارثة إنسانية وشيكة، في ظل الانهيار شبه الكامل للبنية الصحية وارتفاع معدلات الفقر وسوء التغذية، لا سيما بين النساء والأطفال.
ومن جانبها، أوضحت «أطباء بلا حدود» أن عياداتها في المواصي جنوب القطاع وغزة شماله، شهدت تسجيل أعلى أعداد من حالات سوء التغذية، حيث تعالج أكثر من 700 امرأة من الحوامل والمرضعات، إضافة إلى قرابة 500 طفل يعانون سوء التغذية الحاد. وأكدت المنظمة ضرورة إدخال الطعام والإمدادات الطبية إلى غزة فوراً وبوتيرة مستمرة، لتفادي كارثة إنسانية وشيكة.(وكالات)



‫0 تعليق

اترك تعليقاً