إستراتيجية جديدة للإعلام العربي | عبداللطيف الزبيدي

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


هل ظلّ في السمع رنين لأجراس «استراتيجية إعلامية بريكسية»؟ أغلب الظن، بقي ما لا يُختم الموضوع إلاّ به، وإلاّ كان كالعمل الموسيقي الذي يُترك بلا قفلة، أو كالقضيّة المهمّة التي يكون أصحابها في غفلة. يقيناً، الدنيا ليست دائماً حفلة، أو مثل صاحبة عمر بن أبي ربيعة، في معمعان الصيف باردة طَفْلة (ناعمة). وهل يحتاج الفطن اللبيب إلى تذكيره بتراجيديا الشرق الأوسط، التي تجسد فيه قيم الحضارة الغربية المزعومة، الثور الهائج في دكان الخزف؟
معاذ الله أن يكون القصد التقليد أو الاستنساخ، فالمسعى هو أن العالم العربي، ما دام كل عربي يؤمن أو يسلّم أو ليس لديه تصوّر غير العالم العربي، فالحاجة ماسّة إلى الاعتراف بضرورة وجود مقوّمات لما هو عالم عربي. أوّل ما يقابلك حين تفتح هذا الباب، هو الإعلام العربي الذي يلوح مستنفَراً كلما غرزت النوائب نيوبها في موضع من جسد الأمّة. هل لعاقل أن يتخيّل خريطةً بلا أمّة أو أمّةً بلا تاريخ ولا جغرافيا ولا هويّة ولا قيم ولا ثقافة ولا ولا…؟ على الدوام يذكّرنا شاعرنا بنفسه، لكن بتصرف: «أحرامٌ على بلابلنا البوح حلالٌ للغير من كل جنسِ»؟ بلابل الإعلام العربي حين تتناغم وتتجاوب وتُدخل الهارموني والتوافقات على توزيعها الأوركسترالي، يَصِمونها بالتعصب، أو العصبية بتعبير ابن خلدون، أمّا أغراب الغرب الغارب فبمناسبة وغير مناسبة، يدوزنون العواء.
ماذا، لو فكّرنا في الخطوة الإيجابية المستحقة؟ للإعلام العربي ركن ركين متمثل في «منتدى الإعلام العربي»، الذي بلغ الخامسة والعشرين، وقد ولد كنادٍ للصحافة في دبي، وظل واثق الخطوة متألقاً طوال ربع القرن، في نموّ واقتدار. المقترح لا ينحصر في طرح تصوّر استراتيجي للإعلام العربي، فهدفه المنشود، بلا قفازات، التقاء جميع المشارب الفكرية والتوجهات والآراء، مهما تكن خلافاتها وتضارب مواقفها، عند نقطة جوهرية مركزية، ألا وهي أن مصالح الأمن القومي العربي إعلاميّاً تظل في السراء والضراء واحدة.
الاستراتيجية الإعلامية العربية من هذا المنطلق، لا جدال في أن «منتدى الإعلام العربي»، لما يمتلكه من قدرات إدارية وتنظيمية فائقة لا تحتاج إلى دليل، جدير بالاضطلاع بها وحمل أمانتها، وليس ضرورياً أن تكون موضع طرح وتناول في دورات المنتدى السنوية.
لزوم ما يلزم: النتيجة البنائية: بين دول الغرب تناقضات لا تحصى، ولكنها يد واحدة في نوايا الهيمنة.
[email protected]



‫0 تعليق

اترك تعليقاً