قالت الدكتورة كرمة سامي، مديرة المركز القومي للترجمة، إن المركز يعمل كدار نشر قومية لا تهدف إلى الربح المادي، بل يسعى لتحقيق “الربح الثقافي”، والمتمثل في إحداث فارق معرفي حقيقي في حياة القارئ المصري والعربي، بما يواكب احتياجاته الفكرية في ظل ما يشهده العالم من تحولات.
معارض الكتب
وأوضحت في لقاء خاص مع الإعلامية رشا عماد، ببرنامج “صباح جديد”، عبر قناة “القاهرة الإخبارية” أن المركز يحرص على التواصل المباشر مع الجمهور، لا سيما خلال معارض الكتب، لفهم توجهات القرّاء واهتماماتهم الفعلية، مستشهدةً بتجربة شخصية مع أحد زوار جناح المركز في معرض الكتاب، حيث حرصت على معرفة الكتب التي اقتناها ولماذا، مؤكدة أن هذه اللقاءات تعزز من قدرة المركز على توصيل الدعم الثقافي إلى مستحقيه.
وأضافت :أن رؤية المركز تنطلق من توجه الدولة نحو تعميم الثقافة والمعرفة، وتعزيز الثروة البشرية كأصل لا يُقدَّر بثمن، مشيرةً إلى أن دور المركز لا يقتصر فقط على الترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية، بل أيضًا على إيصال الثقافة العربية إلى العالم، من خلال ترجمة أعمال عربية إلى لغات أجنبية مثل الروسية والفرنسية والإنجليزية، وهو مسار بدأ المركز في تطويره خلال السنوات الأخيرة.
وفيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وصفت دخول الذكاء الاصطناعي مجال الترجمة بأنه “كابوس بدأ بالفعل”، مؤكدة أن بعض المترجمين باتوا يستعينون بالأدوات الذكية في إعداد النصوص المترجمة، لكن المركز لا يعتمد عليها كمصدر أساسي، فكل عمل يُراجع ويُدقّق بمنظومة بشرية صارمة، لضمان الجودة والعمق الثقافي للنص.
ولفتت إلى أن على المترجم أن يتعامل مع هذه التقنيات بحذر ووعي، ليس فقط من الناحية الفنية، بل أيضًا من الناحية الأخلاقية، مشيرةً إلى أن الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في الترجمة يمثل نوعًا من “الكسل البشري”، محذّرة من أن هذه التقنية بدأت “تحتل مساحة ليست لها”، وقد تتعدى على حقوق الملكية الفكرية.
وأشارت :إلى أن الترجمة ليست مجرد نقل كلمات، بل هي صناعة ثقافية دقيقة، تتطلب حسًّا لغويًا عاليًا، وفهمًا للمعاني والظلال الدقيقة للنصوص، و”لمسة إنسانية” لا يمكن للآلة أن تحاكيها.