
في لحظة غلبت فيها المشاعر على الكلمات؛ لم يجد ماركو أرناوتوفيتش، ما يُعبر عنه سوى الدموع التي انهمرت من عينه.. مهاجم إنتر ميلان وبولونيا السابق، روى كيف كان انتقاهل إلى فريق ريد ستار بلجراد أكثر من مجرد صفقو.. كان وعدًا لمن رحل، لكنه لم يُنسَ.
النجم النمساوي ذو الأصول الصربية؛ قرر العودة إلى جذوره من بوابة النادي الذي لطالما أحبّه سينيسا ميهايلوفيتش، مدرب اللاعب السابق وصديقه المقرب، وذلك بعدم انتهى تعاقده مع الفريق الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية 2025.
ميهايلوفيتش بدأ مسيرته مع كرفينا زفيردا، وتمكن خلال فترته مع أن يظفر بكأس أوروبا، حيث ترك أثرًا لا يُمحى من قلب أرناوتوفيتش، حيث عملا معًا في بولونيا وتحولت علاقتهما إلى ما هو أبعد من مجرد مدرب ولاعب.. ارتبطا بخيط الصداقة الذي لا يذوبه زمنٍ ولا مكان.
من الدموع إلى الوفاء.. أرناوتوفيتش يحقق حلم ميهايلوفيتش
في ديسمبر 2022، رحل ميهايلوفيتش بعدما خاض صراع عنيف مع مرض سرطان الدم، عن عمر يناهز 53 عامًا، ليُغيب عن قلب أرناوتوفيتش أكثر من مجرد مدرب، بل غاب صديقٌ، وأخٌ، وأبٌ، ومرشد روحي.. لا يضاهي غيابه شئ.
منذ ذلك الحين؛ لم ينسى ماركو وعده لمدربه الراحل، والذي ظل يتردد في ذهنه إلى أن حققه، ليصرح خلال المؤتمر الصحفي لتقديمه في بلجراد، قائلًا بصوت مرتجف ودموع تملأ عينيه: “لقد وعدته أن ألعب يومًا ما في ريد ستار بلجراد… وقد وصلت الآن”.
Marko Arnautovic in tears at his first Red Star Belgrade press conference. He promised Siniša Mihajlović, his former coach at Bologna who died of leukaemia, that one day he would play for them 🥹❤️pic.twitter.com/Gp7IrWamqD— The Bear Pit TV (@TheBearPitTV) July 26, 2025
وتابع ماركو حديث وهو يبكي: “الصفقة تمّت في ساعة واحدة فقط، أنا هنا لأفي بوعد… لتشرّف هذا القلب الذي علمني حب النادي، لقد بكيت في الأيام الماضية أكثر مما بكيت في حياتي كلها”.
واختتم حديثه المؤثر: “تحدّثتُ مع عائلته قبل هذا الانتقال، وكانوا جميعهم مندمعين لكن سعداء. فهو لم يكن مجرد مدرب أو مرشد، بل كان الأخ والأب، وكان كل شيء بالنسبة لي”.
كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي إنسانية في المقام الأول، تحمل بين طياتها العديد من الروايات ذات العمق الكبير واللحظات المؤثرة خلف كواليس المستطيل الأخضر، وأن بعض الوعود كل ما تحتاجه هو قلبًا يؤمن بالوفاء.